ضيف منتدى الآداب الثقافي في ٢٩٢٤/١/٧ ضمن سلسلة محاضراته الثقافية الشاعر والباحث مؤيد الشيباني في شهادة عن تجربته الثقافية والشعرية في الاغتراب التي استمرت طيلة خمس وأربعين سنة منذ خروجه من العراق سنة ١٩٧٩.ورغم صعوبة الالمام بالتجربة، فإنه قدم ملامح من العمل والإنتاج الإبداعي منذ قرر ذلك الشاب النجفي أن يرحل عن مدينته باتجاه البصرة ومنها إلى الكويت ثم الى عوالم أخرى حتى استقر في دولة الإمارات العربية المتحدة . وكان من أبرز تجاربه البحث والكتابة عن المكان ورموزه وهي مفردات عديدة منها الأثر التاريخي ومنها الشخصية المبدعة وايضا الاغنية والذاكرة. ثم تطرق الى تجربته الاعلامية في الصحافة والاذاعة والتلفزيون وكذلك مفهوم القوة الناعمة التي قال ان العراق يفتقر لهذه الوسيلة المهمة في دعم الحياة والبلاد والمجتمع. وقال: تعلمت أن كل مفردات الحياة تسهم في البناء من الدبلوماسية الى الأغنية ومن المدرسة الى المقهى ومن البناء الى الرموز الفنية والاجتماعية حيث تعتز اليونان مثلا ب ( زوربا اليوناني) وتعتز النمسا ب (موزارت النمساوي).. وذكر حكاية طريفة ومبكية عن قصر الخورنق حين كان رجل فقير يبيع طابوق قصر الخورنق في ساحة الميدان في النجف خلال فترة الخمسينات. وعن التجربة الشعرية تحدث فيما يخص التفرغ لها رغم مشكلات العائلة في الغربة والتحولات الكبرى بكل وسائلها، وتناول الشيباني التفكير الحر والمبدع والاصغاء إلى نداء الروح فيما يتعلق بالمعرفة، من خلال عبقرية المكان ذلك المصطلح الذي اشتغل عليه العديد من المفكرين معتمدين على أول عناصر المكان وهو الإنسان وقال ان العراقي المبدع تغرب منذ خمسين عاما أمثال الجواهري وبلند الحيدري والبياتي والسياب وغيرهم الكثير.. وأثناء شهادته قرأ نصوصا شعرية عكست كل تلك الهموم والمعاناة طوال عقود وترجمت مراحل الهم العراقي في سنوات الحروب والحصار والإرهاب..
