نظم قسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة البصرة حلقة نقاشية بعنوان (نحو وجهة نظر فلسفية حول الترجمة) .
وتهدف الحلقة التي حاضر فيها اللأستاذ الدكتور نوال طه ياسين الى تظهير العلاقة بين الفلسفة والترجمة, من منطلق أن التفكير بعملية الترجمة فلسفيا أو ممارسة الترجمة الفلسفية هو بحد ذاته ضربا من ضروب التفلسف .
وتناولت الحلقة محاور مختلفة منها التركيز على أصل مفهوم الترجمة, وتعدد معاني هذا المفهوم مثل (النقل والعبور والتفسير والتعريف والقراءة), وهذا يعني ان الترجمة لها مهام عدة واحدة منها تتعلق بغايتها النهائية, بوصفها طريقة في تشكيل رؤية للعالم وهي غاية معرفية وأخلاقية في آن واحد، وفي ذلك آية على أن الترجمة يمكنها أن تسهم في انتاج الخير، بشرط أن تعمل على جمع أشخاصاً من دول وثقافات ومعتقدات مختلفة, وتسهم بشكل حقيقي في تعزيز التفاهم العالمي, هذا من جهة .
ومن جهة أخرى أكدت المداخلة على أن الترجمة ليست موجهة للتواصل وحسب بل أن نقل النص الى لغة أخرى يعني بعثه من جديد على حد تعبير-فالتر بنيامين- وابقائه على قيد الحياة (الفكر), في ترجمة ما لا يترجم, بمعنى أن لا نتوقف عن ترجمته, لعوارض الاختلاف بين اللغات, وهذا ما على الترجمة أن تشعر به, وليس بإمكان أية لغة أن تقوم بهذه المهمة الا اللغة الحية أو بمعنى أدق اللغة الأصلية التي يستطيع المترجم أن يوظف وسائلها الخطابية والمعجمية لإيجاد لغة ترجميه سليمة وخلافا لذلك تصبح الترجمة ميتة أو رسائل بلا روح, واللغة الأصيلة هي اللغة التي تستطيع تمثيل ثقافة الآخر وكأن المتلقي في حضرتها, ليكون في ضيافتها, بوصفه الذات، وهو ما يجسده ريكور بمفهوم الضيافة اللغوية .