نظم قسم الفلسفة في كلیة الآداب بجامعة البصرة حلقة نقاشیة حول المعرفة في رؤية الجوادي الآملي ... ماهيتها وأقسامها
وتهدف الحلقة التي حاضر فیھا الأستاذ المساعد سجاد صالح شنيار إلى تقصي الرؤية الإبستمولوجية المتمحورة حول قطبية المعرفة وما يرشح منها من أقسام بعد إحراز حقيقتها لدى فيلسوف معاصر ينتسب مدرسيا إلى أجيال الحكمة المتعالية لما للفيلسوف من إضافات نوعية في مجال المعرفة وتقسيماتها وما يتمتع به من مكانة علمية وتأثير في الساحة الفلسفية المعاصرة وما لمفهوم المعرفة وتفرعاتها من فرادة تجعلها بنية تحتية لبحوث الإبستمولوجيا الآخر ومعمارها الهندسي. وهو ما يفتح الباب لكسر جمود تقسيمات البحث المعرفي الموروث وما تعاقبت عليه من أجيال عبر اجتراح تقسيمات ورؤى واجتهادات جديدة تستند إلى نظام فلسفي ومعرفي متراص ينبع من ذهنية متوقدة ما زالت ترفد البحث المعرفي بابتكارات فذة.
وتناولت الحلقة بيان ماهية المعرفة في عرف الجوادي وبيان بداهتها، وتقسيماتها إلى حصولية وحضورية وانفراج الأولى إلى تصورية وتصديقية لتتفرع بنحو ما إلى بديهية ونظرية ثم يعرج إلى البديهية ليستنزل منها تقسيم آخر هو الحضورية والحصولية ، في حين لم تتوقف تقسيمات الحضوري عنده بهذا الإجمال بل افرد لها تقسيما جديدا فاجترح لها باب الشهودية الجزئية، والشهودية الكلية. عودا على بدء فلم تسلم المعرفة التصورية من تفكيكات الآملي فوزعها على كلية وجزئية والجزئية على حسية وخيالية.
وتطرقت الحلقة أن البديهيات الأولية تصورية أو تصديقية لا ماهية لها، والعلم بها ينسجم مع الغفلة فلا يحتاج الغافل عنها سوى الإشارة والتنبيه، لا مشقة الاستدلال والبرهان، بخلاف البديهي غير الأولي الذي يمكن تعريفه تصورا أو إقامة الاستدلال عليه تصديقا في حالة الغفلة، فالضرورة الصدق في البديهيات بحسب الآملي هي ضرورة علمية ناشئة من النسبة بين طرفي القضية الخبرية لا هي في مقابل الإمكان والامتناع ولا في مقابل الشك والتردد