نظم قسم الترجمة في كلية الآداب بجامعة البصرة حلقة نقاشية بعنوان المترجم كناقد
تناولت الحلقة التي حاضر فيها الدكتور عبد السلام عبد المجيد متطلبات السوق والمؤهلات المهنية أن كفاءة المترجم تتغير بمرور الوقت بسبب التكنولوجيا أو المتطلبات الاجتماعية. فالمترجم لا يستطيع أن يقدم ترجمة صادقة ومقنعة دون البدء بالتفسير والتحليل والتقييم المناسب للعمل المترجم. فهو يتحمل مهمة صعبة متعددة الاتجاهات إذ ينبغي أن يكون على دراية ليس فقط باللغة المصدر واللغة الهدف وكل ما تحتويه، بل ينبغي عليه أن يكون على دراية كذلك بعدد من حقول المعرفة الأخرى التي لا تقل أهمية عن ترجمة اللغة لأداء عمله. فالترجمة إذا نشاط معقد للغاية ويتطلب مترجمون مؤهلون تأهيلا عاليا لأداء مهامهم.
وتطرقت الحلقة إلى عمل المترجمين بين الأنشطة اللغوية والتواصلية والوساطة. ومن ثم، لا يتعلم المترجمون مهارة ترجمة النص من لغة إلى أخرى بنجاح فحسب، بل يكتسبون أيضا، في الوقت نفسه، المهارة في حقول المعرفة الأخرى.
فالمترجم إذا هو محور عملية الترجمة، ودوره مهم بالنسبة للمبادئ والأساليب الأساسية لعملية الترجمة، فهو يلعب أدوارا متعددة فهو القارئ المبدع والناقد والمحلل والكاتب للنص الأصلي.
واستنتجت الحلقة دراسة تحليلية للمترجم كناقد لأن المترجم يتحمل مهمة صعبة متعددة الاتجاهات حيث يجب أن يكون على دراية لغوية وخبرة في عدد من المجالات. ويجب عليه أن يعيش أفكار المؤلف وحالته النفسية عند كتابة النص، من خلال وضع نفسه مكانه، وان لا يترجم الكلمات فحسب، بل يترجم ما وراءها. ويجب أن نتذكر أن الترجمة عملية إبداعية، وهي عملية إعادة إنشاء النص الأصلي بلغة أخرى، وليست نقلا، لأن ما كتبه المؤلف هو عملية إبداعية، وترجمة عمله يجب أن تتم بشكل إبداعي