جامعة البصرة تقيم حلقة نقاشة بعنوان (ما بعد الانسانية- دراسة في جينالوجيا المفهوم)

نظم قسم الفلسفة في كلیة الآداب بجامعة البصرة حلقة نقاشية بعنوان  (ما بعد الانسانية-دراسة في جينالوجيا المفهوم) .

وتضمنت الحلقة التي حاضرت فيها الأستاذ الدكتور نوال طه ياسين  دراسة المفهوم في الواقع  الذي كان بالإمكان أن يكون العنوان أقل وقعًا على المتلقي فيما لو كان الحديث حول النزعة الانسانية من دون ربطها بفكرة الما بعد، لأنه غالبا في نظام تفكيرنا نكون أقرب الى المفاهيم المألوفة أو التي بالإمكان اختبارها والتحقق منها . ولذلك تمثلت البداية بتفكيك المفاهيم التي يتألف منها العنوان ومن ثم تحليلها .

 بالإضافة  الى تطرقها الى مفهوم الجينيالوجيا حيث عرفت  الجينيالوجيا Genealogy ؟  بأنها الكلمة من الناحية الاشتقاقية البحث عن النشأة والتكوين والوقوف عند الأصل، فالجينيالوجي يصغي إلى تاريخ النتاجات الثقافية، ليكشف عما وراءه من صراع بين قوى فاعلة مثشبثة بالحياة وقوى انفعالية تحتقر الحياة.

وفي ضوء هذه التراتبية بين القوى، نفهم أن الجينيالوجيا كما يراها دولوز هي فلسفة الاختلاف بين الأدنى والأعلى.

ومن الجدير بالذكر ان استعمالها المعاصر تعدى البحث في أصل الأشياء ولذلك دخلت الكلمة الى الكثير من حقول الدراسة فهناك جينيالوجيا، السياسة، والحقيقة، والعنف، والدين.

أما المابعد فهي إنكار للحد لأن هدفها يتمثل بتجاوز الحدود وهذا يعني أن لدينا نقطة تحوّل بين عالم يدرك أن الأشياء لا توجد إلا من خلال حدودها وعالم ينظر إلى الحدود على أنها عقبات وعلينا إسقاطها حتى وإن كانت متعلقة بحدود البشر. والعبارة المرادفة لما بعد  هي ما هو أكثر ما هو أفضل وبالتالي رفعوا شعارهم "عقول أفضل، أجساد أفضل، من أجل حياة أفضل" .

فعلى أثر التطور البايولوجي والتكنولوجي، بات الهدف أن تكون هنالك مساع حميدة  لتعزيز الطبيعة البشرية، فالوعود التي يلقيها خطاب المابعد إنساني في المجال العام مثل اختفاء الأمراض ونهاية الموت والتحسين الجيني والمعرفي الهدف منها هو انتزاع الاعتراف من الناس بما يقتضيه التدخل البيوتكنولوجي علم الوراثة، الالكترونيك، الكيمياء، التقنية العالية،  والنانو تكنولوجيا)  لتحسين المسار الطبيعي للوجود البشري, وهو المشروع الذي طرحته حركة ما بعد الإنسانية Posthumanism، فحولوا فكرة الانتخاب من الطبيعي إلى الاصطناعي . من خلال تشجيع تطوير تكنولوجيات بهدف تحسين قدرات الإنسان، وإذا أردنا تحديد جينالوجيا هذا المفهوم اتضح أن هناك مسارين يتمثل الأول بظهور الفكرة أما المسار الثاني فتمثل بظهور المفهوم.