مقال للأستاذ المساعد الدكتور عبد السلام عبد المجيد العكيلي تحت عنوان( اليوم العالمي للترجمة)

إيمانا من الأمم المتحدة بالخدمات الجليلة التي يقدمها المترجمون في التقريب والتوسيط بين الأمم المختلفة وتسهيل الحوار والتفاهم والتعاون الإنساني بما يضيف للتنمية ويعزز السلام والأمن العالميين، اتخذت الجمعية العامة في 24/3/2017 القرار 288/71 الخاص بالمهنيين العاملين باللغات ودورهم معلنة   ال 30/9 من كل عام، وهو عيد القديس جيروم، مترجم الكتاب المقدس الذي يعتبر قديس المترجمين، عيدا عالميا للترجمة. ويرعى هذه المناسبة الاتحاد الدولي للمترجمين والذي تم تأسيسه في عام 1953. وساهم الاتحاد في الاحتفاء بالترجمة والمترجمين وأطلق في عام 1991 فكرة تخصيص يوم دولي معترف به رسميا لإظهار تضامن مجتمع الترجمة في جميع أنحاء العالم في محاولة لتعزيز مهنة الترجمة في بلدان مختلفة وليكون هذا اليوم مناسبة لإظهار الفخر بمهنة أصبحت ضرورية بشكل متزايد في عصر العولمة. وفي الإعلان عن البوستر المخصص للاحتفال بعيد المترجم العالمي لهذا العام 2022 والذي فكرته هي (تحسين وضع المترجم والترجمة)، حيث يبدو أن سوق الترجمة يتغير بشكل أسرع من مهارات المترجم. تطورت أساليب وتقنيات الاتصال ، لكن مهارات المترجم لم تتغير كثيرًا 

وتعد الاحتفالية فرصة لعرض مزايا هذه المهنة التي تزداد أهمية يوما عن الآخر في عصر العولمة. وأهم هذه المزايا ما يطلق عليه  ب " أدوار المترجم"، حيث يستخدم المترجمون العديد من المهارات أثناء تحويلهم للكلمات من لغة إلى أخرى. ولتطوير مهارات الترجمة لدينا علينا التعرف على مهارات المترجمين، فالمترجم هو الذي يفسر لغة ويترجمها إلى لغة أخرى. فعلى المترجمين أن يجيدوا لغتين في الأقل حتى يتمكنوا من التواصل مع الأشخاص الذين يتحدثون لغات مختلفة. أما الأشخاص الذين ليسو متعددي اللغات يمكننا مساعدتهم بترجمة التواصل المكتوب أو المنطوق لتمكينهم من التواصل بشكل أفضل.

ويرتكب العديد من المترجمين خطأً كبيرًا ومتكررًا ، إذ يركزون اهتمامهم الكامل على الجانب اللغوي في عملية الترجمة بينما يتجاهلون الاهتمام بمجالات الدراسة الأخرى التي تعد الركيزة الثانية والأساسية لعملية الترجمة، فالترجمة كالشخص السائر بقدمين ، والسير بقدم واحدة لا تكمل المسير، فالقدم الأولى هي محور اللغة مع كلا الجانبين المصدر والهدف، والقدم الأخرى هي محور التجربة في عدد من المجالات مثل الأدب المقارن وعلوم الكمبيوتر والتاريخ وفقه اللغة وعلم اللغة والفلسفة والسيميائية والمصطلحات التي لعبت دورًا أكبر في تطوير الترجمة. فهما لا ينفصلان عن بعضهما البعض ، لأن انفصالهما سيؤدي إلى إنتاج ترجمات قد تكون مادة جيدة للسخرية. ويعد تحليل الأدوار المطلوبة لكل مجال من مجالات الدراسة ذا أهمية خاصة للمجالات متعددة التخصصات مثل الترجمة. وبصرف النظر عن إتقان اللغة والحساسية الثقافية ، يتحمل المترجمون مسؤولية معرفة الأدوار المختلفة والتعرف عليها. فهم  لم يعودوا يعتبرون أنفسهم مجرد أشخاص منعزلين ، ولكن كقراء ومحررين وكتاب وخبراء تقنيين يقدمون خدماتهم لسوق الترجمة المتزايد باستمرار.