سعيا لمزيد التقدم العلمي ومواكبة للأطروحات العلمية الجديدة وبحضور السيد عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور ماجد الكعبي أقام قسم اللغة العربية ندوة موسعة بعنوان: (الدراسات الثقافية وإشكاليات الحقل البيني) . ناقشت الندوة التي حظيت بحضور لافت من الأكاديميين والمثقفين واقع الدراسات الثقافية والتداخل بين الحقول المختلفة وخاصة حقلي الدراسات الثقافية والتحليل النقدي للخطاب.
قُدّمت في الندوة ورقتان بحثيتان الأولى بعنوان (الدراسات الثقافية- المفهوم والاجراء والوظيفة) وقد ناقش فيها الأستاذ الدكتور عقيل عبد الحسين مفهوم الدراسات الثقافية وعلاقته بالنظرية ومحاولة التخلص من الإطار النظري، ومن ثم تصنيف أشكال الدراسات الثقافية على وفق مخطط ثلاثي (التمثيل والدلالة والوظيفة) ، أمّا الورقة الثانية فهي بعنوان (إشكالية التداخل بين الدراسات الثقافية والتحليل النقدي للخطاب) وقد وزّع الأستاذ الدكتور صلاح حسن حاوي عمله على ثلاثة محاور هي (الأسس والغاية المعرفية والنموذج التطبيقي) محاولة إيجاد صلة التقارب بين هذين الحقلين بوصفهما حقول متعددة التخصصات، وكذلك البحث عن مناطق الإختلاف بينهما. فالندوة تهدف الى مراجعة المفاهيم والنظريات ما بعد البنيوية او ما بعد الحداثة، والخروج بتوصية ضرورة إعادة النظر في الرؤى الأكاديمية المهيمنة بما ينسجم مع الواقع الراهن، وفتح باب التخصصات الفرعية المستحدثة.
سعت الندوة عبر ورقتيها البحثيتين إلى معاينة مفهوم الدراسات الثقافية بوصفها أبرز الاستجابات المنهجية للتطورات والتحولات الحاصلة في النتاج الأدبي والثقافي، وتسليط الضوء على واقعها الإجرائي في نماذج من الدراسات الأكاديمية المنجزة في الجامعات، وبيان الخلل في بعضها وعدم انسجام التطبيق مع التنظير بسبب الفهم الخاطئ للنظرية. من جانب آخر حاولت أن تضيء الحقل البيني الذي تشكل من تداخل الدراسات الثقافية مع التحليل النقدي للخطاب، وتأمل أسس ذلك ومفاهيمه ومجالاته. ولعل من أهم ما حاولت الندوة إضافته في هذا الجانب التنبيه إلى ضرورة معاودة قراءة المستجدات في الفكر النقدي الحديث واستيعاب ذلك، لأجل تفادي تكرار الوقوع في خلل منهجي لم تسلم منه أغلب الأعمال الأكاديمية المنجزة. فضلا عن إضاءة ما تفتحه الدراسة البينية من آفاق وموضوعات بحثية جديدة جديرة بالعناية والدراسة. وقد أسهمت المداخلات العلمية للحضور وأسئلتهم في إثراء بعض الأفكار والآراء التي طرحت في الندوة.