محاضرة عن الرواية العربية العائلية ومحكي الانتساب العائلي للدكتور حسن المودن من المغرب على منصة كلية الآداب جامعة البصرة

ألقى الأستاذ الدكتور حسن المودن، أستاذ التعليم العالي بمركز تكوين الأساتذة بمراكش بالمغرب، محاضرة عنوانها: الرواية العربية، من الرواية العائلية إلى محكي الانتساب العائلي وذلك في مساء يوم الأربعاء 13/10/2020.

وألُقيت المحاضرة على منصة كلية الآداب جامعة البصرة ضمن برنامج متنوع: ثقافي وعلمي يشرف عليه عميد الكلية الاستاذ الدكتور ماجد عبد الحميد الكعبي ويستضيف عدداً من الأساتذة البارزين عرباً وأجانب في ميادين اختصاصهم.

 وتضمنت المحاضرة تعريف الرواية العائلية؛ فهي بنية ذهنية تحضر في الرواية صراحة أو ضمناً وتعبّر عن علاقة قرابة صريحة أو ضمنية كما تضمنت تأصيل مصطلحي الرواية العائلية ومحكي الانتساب العائلي بالعودة إلى أصولهما في النقد النفسي الذي ظهر مع فرويد وبالعودة إلى التطورات في هذا المجال على أيدي باحثين محدثين مثل جان بليمان نويل وبيير بيار.

وتوصل الأستاذ المحاضر إلى أن الرواية العربية شهدت في مراحلها المبكرة بروز الرواية العائلية، وسيلة للتعبير عن انتماء الفرد إلى المجتمع، وعلاقته بعاداته وتقاليده. مشيراً إلى أن روايات مبكرة، مثل زينب لمحمد حسين هيكل في العراق وفي سبيل الزواج لمحمود أحمد السيد في العراق، كانت روايات عائلية. واستمر حضور العائلة في الرواية ليتخذ أشكالاً أكثر تخييلة، وأكثر رمزية في روايات كثيرة معاصرة مثل رواية الحفيدة الأمريكية لإنعام كجه جي ورواية بابا سارتر لعلي بدر، وغيرها، في سياق قدرة هذه النوع من المحكيات على الإجابة عن أسئلة تتصل بالعلاقة بالآخر وبالهوية، وغيرها من الأسئلة المُلِّحة علينا في وقتنا الراهن.

وأشار الدكتور حسن المودن في نهاية محاضرته، إلى أهمية هذا النوع من الدراسات، أي التحليل النفسي المحدث للسرد، في تقديم أدوات خصبة لدراسة النوع الأدبي الأكثر حضوراً في ثقافتنا الآن، أي الرواية، وإلى أهميته، من ثم، في المساعدة في فهم ذواتنا وأنفسنا، لاسيما أننا نعيش تمزقاً بين قيم الحداثة والأصالة، وبين الماضي والحاضر.

يشار إلى أن الدكتور حسن المودن حاصل على جائزة كتارا في الدراسات النقدية سنة 2016، وقد وصل كتابه: بلاغة الخطاب الإقناعي، الصادر سنة 2014، إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد لسنة 2015. له عدد من المؤلفات منها الكتابة والتحول صدر سنة 2000، وكتاب لاوعي النص في روايات الطيب صالح سنة 2002، وكتاب الرواية والتحليل النصي صدر سنة 2009، وكتاب مغامرات الكتابة القصصية صدر سنة 2013. وكتاب الرواية العربية، من الرواية العائلية إلى محكي الانتساب العائلي صدر سنة 2017، وكتاب القصة القصيرة والتحليل النفسي صدر 2018، وكتاب الأدب والتحليل النفسي صدر 2019. ومن ترجماته: كتاب الناقد الفرنسي جان بيلمان- نويل: التحليل النفسي والأدب، صدر سنة 1997، وله طبعة جديدة صدرت سنة 2017، وكتاب بيير بيار: الرواية البوليسية والتحليل النفسي سنة 2015. وهو عضو اتحاد كتاب المغرب، وعضو مختبرات علمية جامعية بالمغرب بجامعة مراكش، وجامعة الدار البيضاء، وجامعة بني ملال، وعضو محكّم لبعض الجوائز العربية مثل جائزة المغرب للكتاب؛ جائزة كتارا. وينشر في مجلات عربية عديدة.