محاضرة بعنوان قراءات في كتاب مسائل في الترجمة

القى الاستاذ الدكتور كاظم خلف العلي التدريسي في قسم الترجمة بكلية الآداب بجامعة البصرة محاضرة بعنوان "قراءات في كتاب مسائل في الترجمة" ضمن فعاليات اليوم الثاني (25/9/2021) من اسبوع الترجمة التي يقيمها قسم الترجمة في المركز الديموقراطي العربي ببرلين.

واستعرض الدكتور العلي خمس عشرة مسألة من مسائل كتابه المنشور مؤخرا عن دار السامر للطباعة والنشر ومن بين المسائل التي استعرضها المحاضرتأصيله لعراقية اختراع الترجمة مستندا إلى قصة برج بابل الواردة في سفر التكوين و كيف أن البابليين فكروا من خلال لغتهم الواحدة في بناء مدينة عظيمة ببرج يطال عنان السماء و كان ذلك مبعث غضب الله ففكر في تشويشهم بلغات مختلفة و شتتهم على بقاع الأرض فنشأت الترجمة. و هي بالتأكيد قصة تتقاطع مع الآية الكريمة التي تقول " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ- الروم /22" حيث تكون تعددية الألسن مسألة تتعلق بعظمة الخالق و قدراته الهائلة.

و في المسألة الثانية يعيد الدكتور العلي تسمية اليوم العالمي للترجمة International Translation Day إلى يوم المترجمين العالمي International Translators Day لأن المناسبة لابد أن تكون احتفاء بالآلام العظيمة و التضحيات الجسيمة التي قدمها المترجمون سابقا و حاضرا.

و في المسألة الثالثة يؤكد المحاضر على ضرورة مراعاة المترجم الشفوي لقواعد البروتوكول الرسمي والدبلوماسي حين يترجم لمسؤولين من مستويات عليا.

و يركز في المسألة الرابعة على أن التطبيق و النظرية لا يمكن فصمهما عن بعض في الدراسة الأكاديمية و يشير إلى انقسام مؤسف بين التدريسيين في التعامل مع طلبتهم في هذه الناحية. و تبيانا لأهمية الترجمة و مكانتها يبين المحاضر أن فعل الترجمة إما يكون بقصد اثراء التجربة الجمالية أو المعرفية أو يكون أداة للتغيير، و يوضح أن المترجمين التجاريين غير معنيين بهذه المسألة لأن كل همهم هو طلب الرزق بينما يكون الساعون الى التغيير هم شريحة مترجمي الأعمال الأدبية و الفلسفية و الفكرية.

 ويقدم الأستاذ الدكتور العلي في المسألة السادسة قسما للخريجين من اجتراحه ليكون لهم قسما يرددونه في حفلاتهم الخاصة و العامة على غرار قسم الأطباء.

وفي المسألتين السابعة و الثامنة على التوالي يتناول المحاضرمشكلات تدريس مادة نظريات الترجمة التي يرى أن من أولى أولويات الطالب الدارس لهذه المادة أن يكون قد حقق قدرا جيدا جدا من المهارات اللغوية  ومن ثم يحدد واجب المترجم العربي و المسلم بترجمة الأعمال الحضارية المشرقة و المضيئة لبلده و أمته.

ويشير في المسألة العاشرة إلى الخلاف أو الخلافات التي تدب بين المؤلفين و المترجمين أحيانا خصوصا عندما يكون المؤلف عارفا باللغة الأجنبية إذ تكثر تدخلاته بترجمات المترجمة.

 وفي المسألتين الحادية عشر و الثانية عشر يتطرق المحاضر إلى تجربة الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب في الترجمة و إلى تجربة الأستاذ الدكتور مرتضى جواد باقر في ترجمة الكتب اللسانية و خصوصا تجربته في ترجمة كتاب نعوم جومسكي "جوانب من نظرية النحو". و لا يغفل الباحث الإشارة إلى ارتباط الترجمة بالآيديولوجيا و يشير إلى ترجمات الخطب السياسية و مؤتمرات الحزب و أدب الحزب الحاكم في ظل نظام صدام حسين.

ويختتم الأستاذ الدكتور كاظم العلي محاضرته بالإشارة الى قول مارك توين في تفريقه للمعنى الدقيق و القريب من الدقيق و إلى التشويش الحاصل لدى البعض و الخلط بين التأليف و الترجمة و إلى بعض حسنات نظرية الهدف لصاحبها هانز فيرمير.