النقد طريقة حياة للدكتور عقيل عبدالحسين

 

النقد طريقة حياة

تسامي الأشكال للدكتور ضياء الثامري

ا.د.عقيل عبد الحسين

تسامي الأشكال "شعرية التبادل في النص الأدبي"، كتاب صدر للدكتور ضياء الثامري، في نقد الشعر، الفن الذي قلّ الاهتمام النقدي به في العقود الأخيرة، على أهميته، وعظم دوره الثقافيّ والتاريخيّ.

تضمن الكتاب عدداً من الدراسات. هي: تبادل الوعي: القارئ والمنهج. وتبادل الأشكال: البيت وقصيدة النثر. وتبادل التعبير: الشعر والحجر وتبادل الهوية: الوطن وجواز السفر. وتبادل المخاتلة: المرأة والكتابة. وتبادل المعنى: الشاعر والقراءة. وتبادل الإيقاع: المسرحية والشعر وتبادل الأثر: الواقعة والشعر.

وكلها موضوعات تتصل بالأسئلة الأساسية الراهنة، حول الشعر، والكتابة، والموضوعات، والقضايا الكبرى، التي تشغل قرّاء الشعر والنقد ومتلقيه، مثل المنهج، والقراءة، والكتابة النقدية، والوطن، والهوية، وكتابة المرأة وعن الأخيرة يرى الثامري أن الكتابة عندها يغلب عليها، من القدم، ومن شهرزاد، الانحياز إلى السرد، الشيء الذي جعلها أكثر قدرة على ابتكار أشكال تعبير مثل القصة القصيرة جداً، تعبّر عن تطلعها إلى الحرية الاجتماعية، مستفيدةً، في تمثيل نفسها فنياً وإنسانياً، من نزوعها إلى السرد، ومن ظهور أنواع، مثل قصيدة النثر، همها كسر القيود، وتخطي التقاليد الشعرية وسيتضح من العلاقة التي يعقدها المؤلف بين الشكلين التعبيريين: قصيدة النثر والقصة القصيرة جدا، توجه الكتاب وغايته؛ فهو بحث نقدي

 

في التبادل، أو التسامي كما في العنوان الرئيس، بين شكلين يستفيد الواحد منهما من سمات الآخر الشكلية والدلالية؛ ليحقق خصوصيته وينتج دلالته المعاصرة المتوخاة منه. وهو توجه يتبعه في فصول الكتاب كلها حسب موضوعاتها.

ويمثّل الكتاب تجربة الناقد الأكاديمية، وتجربته في المجال الأدبيّ والثقافيّ؛ فهو أبحاث ودراسات أُنجزت وأُلقيت في مجالي الجامعة واتحاد الأدباء. وينطوي على تمثيل رمزي لما يريده الثامري للكتابة النقدية؛ فهي أيضا عملية تبادل، لا تنطلق من نقطة إلا لكي تصل إلى نقطة جديدة، فيتولد من الانتقال عمل جديد له خصوصيته الشكلية، وله أهميته الثقافية والاجتماعية. والنقد الأكاديميّ في توجهه إلى الثقافة.

 

والقارئ في المجتمع يفيد، في المجال الأكاديميّ، من المنهج ومن الروح الأكاديمية الموضوعية، المتقصية والمنصفة، ويفيد، في المجال الثقافيّ والأدبيّ، من قرب الكتابة من المجتمع ومشكلاته وقضاياه، واستجابتها له؛ لينتج نقداً أكثر قدرة على التأمل والاقتراح ومواكبة حركة الثقافة والأدب في المجتمع، وأطوع لغة واصطلاحاً، وأقرب إلى القارئين: المتخصص والعام ولعل هذا في النهاية خيار نقديّ، حياتيّ، تبناه الدكتور ضياء الثامري، واختار له هذا الشكل من النقد صدر الكتاب عن دار أمل الجديدة، دمشق، 2017. وجاء في 237ص، من القطع المتوسط