فلسفة الاقتباس في التطبيقات اللغوية للأستاذ الدكتور خالد نعيم شناوة

صدر للاستاذ الدكتور خالد نعيم شناوه  كتاب " فلسفة الاقتباس في التطبيقات اللغوية "

      إنَّ الإشارة  في التصنيف اللغوي إلى مراجع ومصادر المتقدمين من اللغويين ولا سيما النحويون سمة هامة من سمات الكتابة العلمية (كتابة التوليف)، والعمل وفق هذا المعطى لا يعني اظهار مصداقية اللغوي في طريقة النقل والتضمين (وأن كأنت من شرائط الكتابة) بل  يحتاج  الإشارة إلى أعمال أخرى على الرغم من الاختلافات في المنهج والأسلوب الكتابي كون اللغويين يتفقون على  أن  دور الاقتباس في عملية انتاج الخطاب النحوي ليس للاعتراف بأعمال الآخرين بقدر ما هو تعزيز لمقدرة اللغوي" النحوي" الذي يسعى وراء مطالبات المعرفة والتحقق من القواعد اللغوية، والافادة من النتائج التي توصل إليها الآخرون، من أجل تأطير ودعم التصنيف اللغوي الخاص بهم، فضلا عن أنشاء مساحة فكرية وعلمية في دائرة هذا الخطاب اللغوي، وفي كثير من الأحيان نجد من اللغويين ولا سيما النحويون القدماء في مصنفاتهم اللغوية غير معني  بكيفية الاستشهاد بأعمال المتقدمين من اللغويين والنحويين التي تتمثل على هيأة نصوص مقتبسة، إذ يأتي على جمع ذلك وبفعل الكتابة يرفع نصوصَ المتقدمين من اللغويين والنحويين لمن قام بتوليف تلك النصوص دون الاشارة الى من صدرتْ عنه من قبل.

 أنَّ هذا التشخيص والتحديد لهذا المفهوم (فلسفة الاقتباس) وعدم وجود بحوث أو دراسات تمثلت بمضمونه الزمنا التأصيل والاشارة له عند القدماء في جانبه الاجرائي لأننا لم نلحظ في مصنفاتهم شيئا من التنظير أو التأصيل له ، علماً أنه ومن خلال مراقبة النصوص اللغوية في مضانها اضحى من مقومات التصنيف عند القدماء حتى وصل الامر الى ردّ بعض النصوص والقدح بها وما ترشح عنها كون صاحبها لم يعنَ بنسبتها الى مصدرها الذي صدرت عنه.

 

فرأينا  موضوعةَ الاقتباسِ أنفسَ متناولاً في متون الكتبِ والمدوناتِ، ولم يُأخذ بزمامها ممن لزمَ العلمَ واغتربَ للرواية، فشغلتُ ذهني لمعرفة دقيق مسلكها، وابدائي لجميل فضلها فيما صنف ودونَّ من قبل، فكان الطريق الى ذلك النظر في كتب المتقدمين من النحويين، والنظر في رسائل و بحوث المتأخرين من الباحثين، وطرائق استعمالهم لمقولات المتقدمين من اللغويين والنحويين. وقد جعلتُ غرضي أولاً هذا الكتاب أن ارى في مباحث المتقدمين من اللغويين والنحويين  طرائق الاشارة والاقتباس والنظر في مكامن التدليس والالتباس، والنظر في مباحث بعض المتأخرين من الباحثين العراقيين ثانياً، والافصاح عن طرائق التأليف والتوليف وحركة النص المقتبس فيهما.