أقام منتدى الآداب الثقافي في جلسته السابعة محاضرة للأستاذة الدكتورة آمال صالح الكعبي، التدريسية في قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية، محاضرة بعنوان " الجغرافيا الطبية: مداخل مفاهيمية وتطبيقات". ان ظواهر الصحة والمرض تعد مجالا لاهتمام كثير من العلوم ومنها علم الجغرافيا ,ويتجلى ذلك في حيثيات الجغرافيا الطبية احد حقول الجغرافيا البشرية والذي يعنى بدراسة مشكلات الانسان الصحية في البيئات المختلفة , حيث يمثل المرض الذي يصيب الانسان احد مؤشرات العلاقة السيئة بينه وبين بيئته والمستوى الصحي الذي يبلغه يعتمد على طبيعة تفاعله مع مفردات تلك البيئة . وبينت الباحثة الكعبي ان الجغرافيا الطبية تهدف الى :
- دراسة التوزيع الجغرافي لمختلف الامراض التي تصيب الانسان وتحديد انماطها الزمكانية ومسارات انتشارها . ومحاولة التنبؤ باتجاهاتها المستقبلية بغية الوقاية منها
- دراسة التوزيع الجغرافي لوسائل تكيف الانسان ضد الامراض وتحديد انماطها .
- تحليل العلاقات المكانية للظواهر المرتبطة بصحة الانسان
- تقديم دليل عمل للمخططين في المجال الصحي من خلال تحديد الاطر المكانية للظواهر
وقد تجسد الدور الفعلي للجغرافيا الطبية في دراسة ظواهر الصحة والمرض من خلال رسم الخرائط ولعل هذا الفرع من فروع الجغرافيا البشرية هو الأكثر اعتمادا على الخرائط وذلك لحاجته لتوزيع ظواهر الصحة والمرض وتمثيلها خرائطيا ، فتحديد مواقع انتشار الامراض وتفسير انماطها ومن ثم تحليل علاقاتها البيئية يتطلب اعداد خرائط خاصة بها . ويتماشى هذا التخصص مع التطور العلمي الحديث المستند على التحليل والقياس والربط واستخدام النماذج والرياضيات الحديثة والبرمجيات الحاسوبية ، وبذلك فأن هذا العلم يسير بالاتجاه التطبيقي في جميع فروعه وتخصصاته. لقد أضحت الجغرافيا الطبية بتبنيها الاتجاه التطبيقي تتماشى مع متطلبات السوق وحاجة المستهلك وهي تقدم الخبرة العلمية والعملية في التعامل مع المكان لرسم السياسات وخطط الاستثمار والتنمية الصحية