كلية الآداب تنظم محاضرة بعنوان ( القصة القصيرة وطقوس الترجمة) للروائي والقاص الكبير محمد خضير

برعاية الأستاذ الدكتور ماجد عبد الحميد الكعبي عميد كلية الآداب، ضيف منتدى الآداب الثقافي القاص الكبير محمد خضير صاحب المملكة السوداء وفي درجة 45 مئوي وكراسة كانون وبصرياثا وصاحب قصة الأرجوحة في منهج اللغة الإنكليزية للسادس الإعدادي في محاضرة بعنوان "القصة القصيرة وطقوس الترجمة". وفي تقديمه للمحاضر، قال الأستاذ الدكتور كاظم خلف العلي انني اختصر تقديمي للأستاذ محمد خضير بما قاله الأستاذ شجاع العاني- استاذ النقد في قسم اللغة العربية بكليتنا سابقا- "لمحمد خضير عينا كلب سلوقي، ما ان يطلقهما في شارع ما حتى يأتيانه بما لا نراه أونراه ولا نعبأ به". واستمر الدكتور العلي قائلا : وعلى هذا الأساس فإن محمد خضير اليوم سيقدم لنا التقاطات وإفاضات عن الترجمة قد لا نسمعها من الأكاديميين، وهو شأن كل أديب متفرد مثله في ذلك مثل الكاتب الأرجنتيني بورخس الذي علينا في أقسام الترجمة أن نخط مقولته "الأصل ليس أمينا للترجمة" بماء الذهب.

وابتدأ القاص محمد خضير حديثه بأنه يفكر بموضوعة القصة القصيرة والترجمة ويكتب عنها  لأول مرة بعدما اقترح عليه الأستاذ الدكتور كاظم العلي موضوع الجلسة. ونعرض في أدناه بعض اهم الفقرات من حديثه:

- شُهِرتُ بين طلبة العراق بسبب إقدام وزارة التربية على ترجمة قصتي القصيرة (الأرجوحة) وتدريسها ضمن منهج اللغة الإنجليزية للصف السادس الإعدادي عدّة سنوات. وأظنّ شهرتي المكتسبة هذه بين الشباب في العراق، ستبقى زمناً، حتى بعد تعليق تدريس القصة لطلبة الإعدادية هذا العام. عموماً، فإنّي أرى أنّ عدد قراء قصصي المترجمة إلى لغات أجنبية، يفوق عدد قراء قصصي بلغتها العربية الأمّ، ربّما لأنّي كاتب قصة قصيرة أوًلاً وغالباً، ما يجعلني في موقع إقامتي كاتباً محلّياً، أنتمي الى "الجماعات المغمورة أو الهامشية" حسب تصنيف فرانك أوكونور، صاحب كتاب (الصوت المنفرد)-

- لكنّ هاتين الميّزتين، الهامشية والفئوية، لن تساعد كاتب القصة القصيرة على الانتشار ما لم تُنقِذه ترجمة قصصه إلى لغات ثانية وتنسبه إلى العالمية.

- أتذكّر أنّي تلقّيتُ رسالةً من المترجم البريطانيّ دنيس جونسون ديفز مطلع ثمانينات القرن الماضي، وكان مقيماً آنذاك في دبيّ، يرغب فيها بترجمة قصتي (ساعات كالخيول) للإنجليزية، فعجبتُ لوجود مَن يهتمّ بنقل أجواء قصصي لقرّاء بلغةٍ ثانية، ثم أدركتُ أنّ هناك قارئاً خفيّاً، يرتدي قناع المترجم، يتربّص بأجواء قصصي، ويشاركني أحداثَها كي يستثمرها في بناء نصوصٍ موازية لها. فهمتُ حينذاك، أنّ عملية الترجمة بهذا المعنى تندرج ضمن المفهوم الذي يفترض وجودَ نصّ غائب وراء نسخة النصّ المكتمل بعناصره ولغته التي وضعها المؤلّف الأصليّ. وعضدتُ هذا الفهم بما كان رومان ياكوبسون يراه في عملية التواصل اللغوي من أنّه رسالةٌ تتطلّب وجود ثلاثة أركان لإتمامها: المرسِل والمرسَل إليه والنصّ أو القناة التواصلية بينهما.

- كانت ترجمة كتاب (بصرياثا) من ثمار الموجة الجديدة في ترجمة الأدب العربي، التي قدّمتها الجامعة الأميركية في القاهرة، مع ترجمات روايات نجيب محفوظ بعد نيله جائزة نوبل عام ١٩٨٨. والحقيقة أنّ الاهتمام بترجمة الأدب العربي الحديث للّغات الأجنبية جاء لمكافأة الدفعة الأولى من الروايات التي تُرجِمت مطلع القرن الماضي ومنتصفه، وأهمّها روايات جبران خليل جبران وتوفيق الحكيم وطه حسين كانت ترجمة كتاب (بصرياثا) من ثمار الموجة الجديدة في ترجمة الأدب العربي، التي قدّمتها الجامعة الأميركية في القاهرة، مع ترجمات روايات نجيب محفوظ بعد نيله جائزة نوبل عام ١٩٨٨. والحقيقة أنّ الاهتمام بترجمة الأدب العربي الحديث للّغات الأجنبية جاء لمكافأة الدفعة الأولى من الروايات التي تُرجِمت مطلع القرن الماضي ومنتصفه، وأهمّها روايات جبران خليل جبران وتوفيق الحكيم وطه حسين.

وفي ختام الجلسة التي تميزت بالتفاعل الكبير للشخصيات الأدبية والثقافية وطلبة كلية الآداب في الدراستين الأولية والعليا، تداخل عدد من الأساتذة مع القاص محمد خضير ومنهم الأستاذ الدكتور ماجد الكعبي والأستاذ المساعد الدكتور حامد السامر والمدرس الدكتور عادل عبد الجبار والأستاذ ضياء الأسدي والأديب باسم القطراني وطلبة الدراسات الأولية والعليا في قسم الترجمة.