نظمت كلیة الآداب في جامعة البصرة ندوة فكرية بعنوان النقد بين الفلسفة والترجمة
وتھدف الندوة التي حاضر فیھا الأستاذ الدكتور مها عيسى العبد الله والدكتور عبد السلام عبد المجيد العقيلي وأدارها الدكتور حسن محمد الجابري
إلى التعريف بالنقد وأهميته لحقول المعرفة المختلفة وصلة الترجمة بالفلسفة والنقد. وقد تناولت محاضرة الدكتورة مها النقد بالفلسفة وأهميته لوضع حدود للمعرفة واعتباره أداة تزودونا بها الفلسفة إذ بدون هذه الأداة أي النقد لا يمكن أن تتم عملية المعرفة لأننا بالنقد نمارس عملية فرز وهذا يعني أننا نطلق أحكاما على المسائل المختلفة وبالحكم الذي نطلقه نعطي قيمة للشيء ذاته.
بينما محاضرة الدكتور عبدالسلام شرح فيها عمل المترجم والخطوات التي عليه أن يتبعها للوصول إلى ترجمة صادقة ومقنعة. فلا يمكن للمترجم أن يحقق ذلك دون أن يبدأ بالتفسير المناسب لعمل المترجم. فمهمة المترجم صعبة إذ عليه أن يكون على دراية ليس فقط باللغة المصدر بل عليه أن يكون على دراية بحقول المعرفة الأخرى ومنها الفلسفة.
كما تطرقت الحلقة لمسألة المخاضات النقدية التي تمر بها الاتجاهات الفلسفية والمذاهب الفكرية المختلفة قبل نضوجها. وأهمية ذلك النقد لها حيث يعمل على إثراء حججها المنطقية ويخلصها مما علق بها من شوائب كما يعمل النقد على إنضاج الفكر واستمرار وجوده من خلال قبول الآخرين له لأنه يعزز قناعتنا بالفكر فيستمر وجوده.
كما أكدت الندوة على الترجمة باعتبارها نشاطا معقدا للغاية يتطلب مترجمون مؤهلون تأهيلا عاليا لأداء مهامهم في الترجمة حيث يجمع عمل المترجمين بين الأنشطة اللغوية والتواصلية والوساطة.
كما تطرقت الندوة لمسألة نقد الترجمة إذ لا يزال هذا الحقل مغلقا يجب فتحه واكتشاف ما يجري وراءه وتناولت الندوة صفات المترجم التي عليه أن يتحلى بها وأولها صفة القارئ الذي يفهم النص الأصلي مباشرة ثم الناقد المحلل للجانب الفني في النص الأصلي وأخيرا يقوم الكاتب بإنشاء مستند وتحويله إلى نص آخر.