برعاية الأستاذ الدكتور ماجد عبد الحميد الكعبي عميد كلية الآداب وضمن برنامج الوحدة الثقافية في الكلية، ألقى الدكتور محمد بوعزة، أستاذ التعليم العالي في جامعة مولاي اسماعيل مكناس/المغرب، وعبر منصة الكلية، محاضرة عنوانها: "الدراسات الثقافية: الماهية والتحولات". وأشار الدكتور بوعزة إلى أن الدراسات الثقافية حقل متعدد وعابر للتخصصات يعتمد على نظريات ومناهج ومقاربات متعددة، تنتقي منها ما يخدم غاياتها التي تتمحور حول استنطاق علاقة الثقافة بالسلطة، فالثقافة في الدراسات الثقافية موضع للهيمنة ونقد الهيمنة في الوقت نفسه. وهي موضع لصراع وتفاوض القوى الاجتماعية، وأداة للصراع الاجتماعي. واستعرض الدكتور محمد بوعزة المراحل التي مرت بها الدراسات الثقافية. ومن أهمها البدايات ثم الانعطافة البنيوية ثم الانعطافة ما بعد البنيوية التي شهدت تحولا جذريا في المناهج والموضوعات؛ إذ صار التركيز على موضوعات التمثيل والهوية واللغة والجندر والعرق مع الابتعاد عن موضوعات الطبقة والصراع الاجتماعية التي ميزت البدايات، وإذ صارت تبتعد عن الاقتصاد وأثره في المجتمع والثقافة إلى الخطاب. أما أهم مشكلات الدراسات الثقافية عندنا فيحدها الدكتور محمد بو عزة بأن معظم أصولها الأجنبية لم تترجم، وأنها ارتبطت بالأدب.

يذكر أن الدكتور محمد بوعزة استاذ النظرية الأدبية والدراسات الثقافية. وله عدد من المؤلفات منها: تأويل النص من الشعرية إلى ما بعد الكولونيالية 2018. وسرديات ثقافية من سياسات الهوية إلى سياسات الاختلاف 2014. وحوارية الخطاب الروائي: من باختين إلى ما بعد باختين، 2012. واستراتيجية التأويل من النصية إلى التفكيكية 2011. وهيرمينوطيقا المحكي: النسق والكاوس في العالم الروائي لسليم بركات 2007.