محاضرة عن نجيب محفوظ للدكتور محمد بدوي في كلية الآداب جامعة البصرة

ألقى الدكتور محمد بدوي، أستاذ النقد في كلية الآداب جامعة القاهرة، محاضرة عنوانها: "نجيب محفوظ وتأسيس الرواية العربية". وجاءت المحاضرة ضمن البرنامج الثقافي للكلية، الذي تنظمه الوحدة الثقافية برعاية الأستاذ الدكتور ماجد عبد الحميد الكعبي عميد الكلية. وتحدّث الدكتور بدوي عن دور نجيب محفوظ في تأسيس الرواية العربية، فقد جعل الرواية فنا مؤثرا في مناقشة قضايا المجتمع وأسئلة الوجود. وذكر الدكتور بدوي أن ذلك تحقق نتيجة إصرار نجيب محفوظ على كتابة الرواية، فلم يتوقف عن المرحلة التاريخية التي بدأ بها رواياته. وكان دائما يحاول تطوير أدوات الكتابة عنده، مستجيبا للتغيرات الاجتماعية والسياسية، إلى أن وصل إلى ما أسماه بدوي المرحلة الاجتماعية السيكولوجية التي جمعت بين الإحاطة بالتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها المجتمع المصري، والبعد النفسي للشخصية، التي يقع على عاتقها مواجهة تلك التغيرات من دون قدرة على التدخل، أو التأثير، فيها، وذلك ساعد نجيب محفوظ على تضمين رواياته بعدا فلسفيا وكونيا، حوّل رواياته من مجرد تعبير عن الواقع او تسجيل للتغيرات إلى تعبير عن هموم الانسان وانكساراته الداخلية وعن هشاشته أمام قوى التخلف وأمام السلطة. وأشار بدوي أيضا إلى أن أهم ما قام به نجيب محفوظ في سياق تأسيس الرواية العربية هو تطويع اللغة، التي ارتبطت في الأدب الكلاسيكي بالمقدس وبالمعياري، للتعبير عن الأحداث وعن وعي الشخصيات وطبيعتها النفسية، فجاءت لغة قريبة إلى اليومي والمتغير، وإن حافظت على انتمائها إلى اللغة الفصحى، ولم تنحدر إلى العامية التي رفض محفوظ الكتابة بها لتكون رواياته مقروءة من القارئ العربي في أي مكان من العالم العربي.

للدكتور بدوي عدد من المؤلفات في مجال النقد منها كتابه الهام والتأسيسي عن الرواية الستينية في مصر وعنوانه "الرواية الجديدة في مصر/ دراسة في التشكيل والايديولوجيا"، وكتاب "بلاغة الكذب" وخصصه للسرد القديم. وقد ترأس تحرير مجلة فصول المصرية الشهيرة. وكان عضوا في لجان تحكيم عدد من الجوائز منها جائرة الرواية العربية وجائزة سلطان العويس.