نظم قسم الفلسفة في كلية الآداب / جامعة البصرة حلقة نقاشية بعنوان مبادئ الهوية الأخلاقية عند تشارلز تايلور
وتهدف الحلقة التي حاضرت فيها الأستاذة الدكتورة نوال طه ياسين الى استعادة التفكير الأخلاقي مع فيلسوف يعد من أهم فلاسفة القرن الحادي والعشرين وأكثرهم تأثيرا في الفاهمة الفلسفية وتشهد على ذلك مؤلفاته التي تعددت بتنوع الموضوعات التي تناولها منها:- أخلاقيات الأصالة، منابع الذات، المتخيلات الاجتماعية، عصر علماني، سياسة الاعتراف، وغيرها؛ ففي ظل تعدد الهويات في المجتمع الواحد ومع محاولات أن تكون الهيمنة لمبادئ هوية على أخرى تظهر إشكالية في غاية الخطورة تتمثل في: لِمَن مِن هذه الجماعات يكون الهيكل الأخلاقي أو الهوية الأخلاقية للمجتمع؟ ولِمَن تكون الغلبة للأقلية؟ أم الأكثرية؟ أم لخليط من الجماعات المختلفة؟ أم من الممكن أن يكون للمجتمع هوية أخلاقية واحدة تنصهر فيها الهويات الأخلاقية المختلفة؟
وتناولت الحلقة أربعة محاور رئيسة:-
1-تحديد معنى الهوية ولحظات تشكلها عند تايلور: فما يعنيه بالهوية من "نحن" أن النحن هي الخلفية التي على أساسها تتشكل أذواقنا ورغباتنا وآراؤنا وتطلعاتنا. والهوية تمر بلحظات على حسب المنابع التي تساهم في بلورتها، فاللحظة الأولى هي التشكل وهو لا يحدث من تلقاء نفسه ولكن من خلال قواعد تبث إلى الفرد بوسيط لغوي من منابع متعددة. وأول هذه المنابع الأسرة. أما المنبع فهو المجتمع؛ لأن الذات تعد تشكلاً اجتماعياً يقوم على اللغة أيضاً. أما اللحظة الثانية فهي لحظة التحول فمعرفة حقيقة الهوية الإنسانية لا تتم إلا من خلال مواجهة فكر الفرد ولغته مع فكر الآخرين ولغتهم.
2- تحديد معنى الهوية الأخلاقية:- تعرف بأنها ذات الفرد من جهة ما يحمله وما يتفرد به عن غيره من مُثُل وقيم ومبادئ أخلاقية تمثل معتقداته وتصوراته حول ذاته مثل: الحق، الواجب، الكرامة، الاحترام.. الخ. وبذلك تُمثل الهوية الأخلاقية بطاقة معرفية تعكس الصورة التي يحملها الفرد عن شخصيته وما ينبغي عليه القيام به.
3- الأطر الفلسفية والاجتماعية للهوية الأخلاقية ويعني بالأطر الحديث عن الخلفية التي نفترضها ونعتمد عليها في الحكم على أية قيمة بأنها صائبة، فإما أن تكون فلسفية ترجع لافلاطون أو كانط، وأما ان يكون للمتخيل الأجتماعي دور في ذلك. وما ساق تايلور إلى مفهوم "المتخيلات الاجتماعية" أنه وجد "أن التعريف الكامل بهوية الإنسان لا يقتصر على موقفه من الأمور الأخلاقية إنما أيضاً الاشارة إلى مجتمع معرف. وقدم تايلور النزعة التأليهية بوصفها متخيلاً اجتماعياً أدت دوراً في تشكل الهوية الأخلاقية، فالنظام الالهي يجعل لكل فرد مكاناً في المجتمع والمعنى الذي عليه أن يعطيه لحياته لكن زوال المقدس من مجال الحياة أدى إلى انقطاع الفرد عن الآفاق الاجتماعية التي كانت تنظم حياته.
4-مبادئ الهوية الأخلاقية وهي الأصالة، الاحترام، والاعتراف.